لمّا كانت القبيلة مسؤولة عن أعمال أفرادها فقد كانت تضطر أحيانا إلى خلع من
يسيء إليها منهم. كأن يجور على غيرها من القبائل فتهاجمها تلك القبائل. وهنا تضطر
القبيلة إلى التضحية بفرد منها بدلا من الجماعة. أو أن يكون معروفا بأعماله المشينة
و يتم الإعلان عن الخُلع في الأسواق و المواسم، ومن ذلك الحين تسقط حقوقـه فـي
القبيلة ولا يأخذ الأب بجريرة ابنه المخلوع وتصبح القبيلة في حلّ من أفعاله
ففي لسـان العرب أن الخليع هو" الرجل يجني الجنايات يؤخذ بها أولياؤه فيتبرؤون منه ومن جناياته
ويقولون : إنّا خلعنا فلانا فلا نأخذ أحدا تجنّى عليه، ولا نؤاخذ بجناياته التي يجنيها، وكان
يسمّى في الجاهلية "الخليع"، فيضطر عندئذ إلى مغادرة مضاربها ليلجأ إلى قبيلة أخرى إن
وجد. أمّا إن كان ممّا عاث في الأرض فسادا فقلّما يجد من يجيره